الشعر عند العرب لم يكن قولاً عابراً، بل كان فضاءً واسعاً يعبر فيه العربيّ عن أحاسيسه، فيرسمها في لوحة رسامٍ، كأن من يقرأها أو يسمع بها، يعيش تفاصيلها، تملؤها الحكمة الأخّاذة، والأخلاق السامية الرفيعة، يعتز به أهله ويفتخرون بكل ما فيه، وإن شابته بعض الشوائب لا تعكر صفوه الجميل، ومن الشعراء: ابن الفارض وهو أبو حفص شرف الدين عمر بن علي بن مرشد الحموي، ولد بالقاهرة سنة 576 هـ 1181م وتوفي بها سنة 632 هـ 1235م ودفن بجوار جبل المقطّم في مسجده المشهور، وهو أحد أشهر الشعراء المتصوفين، وكانت غالب أشعاره في العشق والغزل، حتى أنه لقب بـ «سلطان العاشقين»، يقول:
أبَرقٌ بدا من جانِبِ الغَور لامعُ
أمِ ارتفَعَتْ عن وجهِ ليلى البراقعِ
أَنَارُ الغضا ضاءتْ وسلمى بذي الغضا
أمِ ابتَسَمتْ عمّا حكتهُ المدامعُ
أنْشرُ خُزامى فاح أم عَرْفُ حاجرٍ
بأُمّ القُرَى أم عِطْرُ عَزَّةَ ضائعُ
ألا ليتَ شِعري هل سُلَيْمَى مقيمة
بِوادي الحِمى حيثُ المُتَيَّمُ والعُ
وهل لَعلَعَ الرّعْدُ الهَتونُ بِلَعلَعٍ
وهل جادَها صَوب من المُزنِ هامع
وهل أَرِدَنْ ماء العُذَيْب وحاجِر
جِهَاراً وسِرُّ الليلِ بالصّبح شائعُ
وهل قاعةُ الوعساء مخْضَرّةُ الرُّبى
وهل ما مضَى فيها من العيش راجعِ
وهل برُبَى نجْدٍ فتوضحَ مسنِدٌ
أُهَيلَ النّقا عمّا حوَتْه الأضالعُ
وهل بِلِوى سَلْعٍ يُسَلْ عن مُتَيَّمٍ
بكاظِمَةٍ ماذا به الشّوقُ صانع
وهل عَذَبَاتُ الرّنِد يُقْطَفُ نورها
وهل سَلَماتٌ بالحِجاز أيانعُ
وهل أَثَلاتُ الجِزعِ مُثمِرةٌ وهَل
عُيونُ عوادي الدّهرِ عنها هواجعُ
وهل قاصراتُ الطرف عِينٌ بعالجٍ
على عهدِيَ المَعهودِ أمْ هوَ ضائعُ
وهل ظَبَيَاتُ الرّقْمَتَيِن بُعَيْدَنَا
أَقَمَنا بها أمْ دونَ ذلكَ مانع
وهل فَتياتٌ بالغُوَيْرِ يُرينَنَي
مَرابعَ نُعْمٍ نِعْمَ تلكَ المَرابع
وهل ظِلُّ ذاك الضّال شرقيّ ضارجٍ
ظَلِيلٌ فقد روّتْهُ منّي المَدامعُ
وهل عامرٌ من بَعْدِنا شِعبُ عامرٍ
وهل هوَ يوماً للمُحبّينَ جامعُ
وهل أَمَّ بيتَ اللِه يا أُمّ مالِكٍ
عُرَيْبٌ لهُمْ عندي جميعاً صنائعُ
وهل نَزَلَ الرّكبُ العِراقي مُعَرِّفاً
وهل شُرِعَت نحو الخِيام شرائعِ
وهل رَقَصَت بالمأزِمَين قلائصٌ
وهل للقِباب البيضِ فيها تَدَافُعُ
وهل لي بجمع الشمل في جمع مُسعِدٌ
وهل لليالي الخَيْف بالعُمْر بائع
وهل سَلّمت سَلمَى على الحَجَرِ الذي
بِه العهدُ والتفّت عليِه الأصابعُ
وهل رَضَعَت من ثَدي زمزَم رَضْعَةً
فلا حُرّمت يوماً عليها المراضعُ
لعلّ أُصَيْحَابي بمكّة يُبْرِدُوا
بِذِكْرِ سُلَيْمَى ما تُجِنّ الأضالعُ
وعلّ اللُّيَيْلاَتِ التي قد تصرّمت
تعودُ لنا يوماً فيَظْفَرَ طامعُ
وَيفْرَحَ محزونٌ ويَحْيَا مُتَيَّمٌ
ويأنَسَ مُشْتَاقٌ ويلتَذّ سامعُ
أبَرقٌ بدا من جانِبِ الغَور لامعُ
أمِ ارتفَعَتْ عن وجهِ ليلى البراقعِ
أَنَارُ الغضا ضاءتْ وسلمى بذي الغضا
أمِ ابتَسَمتْ عمّا حكتهُ المدامعُ
أنْشرُ خُزامى فاح أم عَرْفُ حاجرٍ
بأُمّ القُرَى أم عِطْرُ عَزَّةَ ضائعُ
ألا ليتَ شِعري هل سُلَيْمَى مقيمة
بِوادي الحِمى حيثُ المُتَيَّمُ والعُ
وهل لَعلَعَ الرّعْدُ الهَتونُ بِلَعلَعٍ
وهل جادَها صَوب من المُزنِ هامع
وهل أَرِدَنْ ماء العُذَيْب وحاجِر
جِهَاراً وسِرُّ الليلِ بالصّبح شائعُ
وهل قاعةُ الوعساء مخْضَرّةُ الرُّبى
وهل ما مضَى فيها من العيش راجعِ
وهل برُبَى نجْدٍ فتوضحَ مسنِدٌ
أُهَيلَ النّقا عمّا حوَتْه الأضالعُ
وهل بِلِوى سَلْعٍ يُسَلْ عن مُتَيَّمٍ
بكاظِمَةٍ ماذا به الشّوقُ صانع
وهل عَذَبَاتُ الرّنِد يُقْطَفُ نورها
وهل سَلَماتٌ بالحِجاز أيانعُ
وهل أَثَلاتُ الجِزعِ مُثمِرةٌ وهَل
عُيونُ عوادي الدّهرِ عنها هواجعُ
وهل قاصراتُ الطرف عِينٌ بعالجٍ
على عهدِيَ المَعهودِ أمْ هوَ ضائعُ
وهل ظَبَيَاتُ الرّقْمَتَيِن بُعَيْدَنَا
أَقَمَنا بها أمْ دونَ ذلكَ مانع
وهل فَتياتٌ بالغُوَيْرِ يُرينَنَي
مَرابعَ نُعْمٍ نِعْمَ تلكَ المَرابع
وهل ظِلُّ ذاك الضّال شرقيّ ضارجٍ
ظَلِيلٌ فقد روّتْهُ منّي المَدامعُ
وهل عامرٌ من بَعْدِنا شِعبُ عامرٍ
وهل هوَ يوماً للمُحبّينَ جامعُ
وهل أَمَّ بيتَ اللِه يا أُمّ مالِكٍ
عُرَيْبٌ لهُمْ عندي جميعاً صنائعُ
وهل نَزَلَ الرّكبُ العِراقي مُعَرِّفاً
وهل شُرِعَت نحو الخِيام شرائعِ
وهل رَقَصَت بالمأزِمَين قلائصٌ
وهل للقِباب البيضِ فيها تَدَافُعُ
وهل لي بجمع الشمل في جمع مُسعِدٌ
وهل لليالي الخَيْف بالعُمْر بائع
وهل سَلّمت سَلمَى على الحَجَرِ الذي
بِه العهدُ والتفّت عليِه الأصابعُ
وهل رَضَعَت من ثَدي زمزَم رَضْعَةً
فلا حُرّمت يوماً عليها المراضعُ
لعلّ أُصَيْحَابي بمكّة يُبْرِدُوا
بِذِكْرِ سُلَيْمَى ما تُجِنّ الأضالعُ
وعلّ اللُّيَيْلاَتِ التي قد تصرّمت
تعودُ لنا يوماً فيَظْفَرَ طامعُ
وَيفْرَحَ محزونٌ ويَحْيَا مُتَيَّمٌ
ويأنَسَ مُشْتَاقٌ ويلتَذّ سامعُ